فوائد قشر البرتقال الصحية

فوائد قشر البرتقال: كنز غذائي وعلاجي مهمل

يُعد البرتقال أحد أكثر الفواكه شهرة واستهلاكاً في العالم، ولكن في حين يُستهلك لبّه باستمرار، غالباً ما يُهمل قشره ويُرمى باعتباره جزءاً غير صالح للأكل. غير أن الأبحاث الحديثة والطب الشعبي القديم يسلطان الضوء على كنز غذائي وصحي هائل يُختبئ في قشرة هذه الفاكهة الحمضية. قشر البرتقال لا يقل أهمية عن اللب من حيث فوائده الغذائية والطبية والتجميلية، بل يتفوّق عليه في بعض الجوانب بتركيز مضاعف من مضادات الأكسدة والزيوت العطرية والألياف والعناصر النشطة بيولوجيًا.

سنستعرض في هذا المقال الموسّع جميع الجوانب الصحية والغذائية والتجميلية لقشر البرتقال، بناءً على مصادر علمية وطبية، مع توضيح كيفية الاستفادة منه، ودوره في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وكذلك استخداماته المتعددة في مجالات العناية بالبشرة، والجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، ودعم المناعة، وحتى في التنظيف الطبيعي.

أولاً: التركيب الكيميائي لقشر البرتقال

يحتوي قشر البرتقال على مجموعة من المركبات الكيميائية النشطة بيولوجيًا، من أبرزها:

ثانياً: الفوائد الصحية لقشر البرتقال

1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي

قشر البرتقال غني بالبكتين، وهو نوع من الألياف الذائبة التي تغذّي البكتيريا النافعة في الأمعاء (البروبيوتيك)، مما يحسّن صحة الجهاز الهضمي ويقلل من اضطرابات المعدة مثل الانتفاخ والإمساك. كما أظهرت بعض الدراسات أن قشر البرتقال يحتوي على مركبات تقلل من إفراز الأحماض الزائدة في المعدة، مما يساعد في تقليل الحموضة والارتجاع المريئي.

2. خفض مستويات الكوليسترول الضار

أظهرت الأبحاث أن الفلافونويدات الموجودة في قشر البرتقال، مثل الهيسبيريدين والبوليميثوكسي فلافونز (PMFs)، تساهم في خفض مستويات الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) دون التأثير السلبي على الكوليسترول الجيد (HDL). كما تعمل الألياف الموجودة في القشر على تقليل امتصاص الدهون في الأمعاء.

3. مضاد قوي للأكسدة والالتهابات

الفلافونويدات والبوليفينولات في قشر البرتقال تلعب دورًا مهمًا كمضادات أكسدة تحارب الجذور الحرة، مما يبطئ من تلف الخلايا المرتبط بالشيخوخة والأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والتدهور العصبي. كما تساهم هذه المركبات في تقليل الالتهابات المزمنة، التي تُعدّ سببًا مشتركًا في العديد من الأمراض المزمنة.

4. الوقاية من السرطان

يحتوي قشر البرتقال على مركبات ثبت أنها تملك خصائص مضادة للتسرطن، خصوصًا مركب الليمونين، والذي أظهر قدرة على تثبيط نمو بعض أنواع الخلايا السرطانية في دراسات مخبرية. كما أنّ التراكيز العالية من مضادات الأكسدة تعمل على حماية الحمض النووي داخل الخلايا من التلف الناتج عن الأكسدة.

5. تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

الفلافونويدات والزيوت العطرية الموجودة في قشر البرتقال تساهم في تحسين تدفق الدم، وتقليل ضغط الدم، ومنع تجمع الصفائح الدموية، مما يقلل من خطر التجلطات والسكتات الدماغية. كما تعمل الألياف الذائبة على امتصاص الدهون الضارة من الأمعاء وتثبيت مستويات السكر في الدم.

6. دعم الجهاز المناعي

بفضل محتواه المرتفع من فيتامين C والمركبات المضادة للبكتيريا والفيروسات، يساعد قشر البرتقال على تقوية الجهاز المناعي وتحسين استجابته للعدوى، وخاصة في حالات الزكام والإنفلونزا.

ثالثاً: الفوائد التجميلية لقشر البرتقال

1. تنقية البشرة وعلاج حب الشباب

قشر البرتقال يعمل كمقشر طبيعي بفضل احتوائه على أحماض خفيفة (مثل حمض الستريك) وزيوت عطرية مطهرة. عند استخدامه كماسك للبشرة، يساعد في إزالة خلايا الجلد الميتة، وتقليل إفراز الدهون، وقتل البكتيريا المسببة لحب الشباب، ما يمنح البشرة إشراقة صحية ومظهرًا نقيًا.

2. تفتيح البشرة والتخلص من البقع الداكنة

يُستخدم مسحوق قشر البرتقال المجفف مع الحليب أو الزبادي كقناع يساعد على تفتيح التصبغات والبقع الناتجة عن الشمس، بفضل فيتامين C الذي يعزز إنتاج الكولاجين ويعيد للبشرة مرونتها.

3. مكافحة علامات الشيخوخة

مضادات الأكسدة الموجودة في قشر البرتقال، مثل الفلافونويدات وفيتامين C، تساعد على تقليل ظهور التجاعيد، وتحفيز تجدد خلايا الجلد، مما يساهم في تأخير علامات التقدم في السن بشكل طبيعي وآمن.

رابعاً: فوائد قشر البرتقال للشعر

• تحفيز نمو الشعر: الزيوت الأساسية والفلافونويدات تحفز الدورة الدموية في فروة الرأس مما يعزز تغذية بصيلات الشعر.

• التخلص من القشرة: الاستخدام المنتظم لماء قشر البرتقال المغلي على فروة الرأس يعمل كمطهر طبيعي ويساعد في التخلص من القشرة المزعجة.

• إضفاء لمعان طبيعي: أقنعة الشعر بقشر البرتقال تعزز لمعان الشعر وتنعيمه.

خامساً: الفوائد التنفسية لقشر البرتقال

يُستخدم قشر البرتقال في الطب التقليدي لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي مثل السعال، والتهاب الحلق، والاحتقان. فاستنشاق بخار الماء المغلي مع قشر البرتقال يفتح الشعب الهوائية، ويخفف الاحتقان، ويرطب الحلق، كما أن الزيوت العطرية تملك تأثيرًا مضادًا للبكتيريا والفيروسات.

سادساً: استخدامات منزلية وصناعية لقشر البرتقال

1. كمزيل للروائح

الزيوت الطيارة في قشر البرتقال، مثل الليمونين، فعالة جدًا في امتصاص الروائح الكريهة سواء في الثلاجة أو سلة المهملات أو حتى في الأحذية.

2. كمادة تنظيف طبيعية

عند نقع قشر البرتقال في الخل لعدة أيام، يتحول إلى منظف طبيعي فعال لإزالة الدهون والبقع العنيدة بفضل خصائصه المطهرة والمذيبة للدهون.

3. طارد طبيعي للحشرات

يمكن وضع قطع من قشر البرتقال المجفف في أماكن تواجد الحشرات، إذ تنفر الحشرات من الزيوت الطيارة الموجودة فيه.

سابعاً: كيفية تحضير واستخدام قشر البرتقال

– مسحوق قشر البرتقال المجفف

1. يُغسل القشر جيدًا ويُجفف في مكان جيد التهوية.

2. يُطحن إلى بودرة ناعمة ويُخزن في وعاء محكم.

3. يُستخدم في أقنعة الوجه، أو يُضاف إلى الشاي، أو يُرش على السلطات كمصدر طبيعي لفيتامين C.

– شاي قشر البرتقال

• تُغلى قطع من قشر البرتقال الطازج أو المجفف في الماء لعدة دقائق ثم يُشرب بعد تحليته بالعسل.

ثامناً: التحذيرات والاحتياطات

• المبيدات الحشرية: يجب غسل القشر جيداً أو اختيار البرتقال العضوي لأن القشرة الخارجية تمتص المبيدات.

• الاعتدال في الاستخدام: الكميات الكبيرة قد تسبب حساسية عند بعض الأشخاص أو تهيج في المعدة.

• عدم تناوله مباشرة: القشر صعب الهضم إذا تم تناوله طازجًا دون طهي أو تجفيف.

المصادر:

1. USDA FoodData Central – Nutritional Database.

2. National Center for Biotechnology Information (NCBI) – Studies on Citrus Peel Bioactive Compounds.